..

.

2010/02/17

جريمة في منتصف الليل


جلست على شرفة منزلي أتذكر ذاك اليوم الذي لا ينسى ,فقد كنت أسافر بطائرة قيد التجريب , و يبدو أن محرك الطائرة قد تعطل, فسقطت على أرض غريبة ,وعندما نهض الجميع ,قام قائد الطائرة بالأطمئنان على الجميع, فكانوا بخير ماعداي فقد خيل الي أني سمعت صرخة موت, و سرعان ما إستعدت وعي, كنت وحيدة , فسرت وحدي أفكر هل كان ذاك الصوت حقيقي أم أنه من نسج خيالي ؟ لم أعرف الأجابة حتى وصلت لكوخ بداعليه القدم، فتقدمت إليه بخوف,و ناديت "هل يوجد أحد هنا؟ " لم يجب أحد, فقلت لنفسي أنه لايمكن أن يوجد أحد, ولكني سمعت صوتا ضعيفا يقول: " نحن هنا ساعدونا " فاسرعت على أثر الصوت ,فوجدت رجلان مطرحان أرضا فارقا الحياة ,تفقدت المكان فوجدت رجلا ثالثا مازال حيا فدار بيننا حديث لاأذكره و بعد لحظات نال الرجل حتفه كزميليه , بقي أثر الصدمة طويلا على وجهي, وأثناء ذالك إذ برجال الشرطة يحيطون بي من كل الجهات يصرخون: " قفي مكانك أنت محاصرة" أيقظتني 
المفاجئة من الصدمة "إرفعي يداك لااداعي للمقاومة" أخذتني سيارة شرطة لمركز الشرطة, وهناك إلتقيت بالمحقق رامي الذي كان سبب خلاصي.
* * * *
كان وضعي ميؤسا منه, فليس لدي دليل برائة , أو شاهد يبرؤني , و هنا تدخل المحقق رامي رافضا أن أظلم, فطلب أن يحقق معي .
كنا في غرفة زجاجية و بدأ التحقيق بسؤاله هذا " أخبريني أيتها الفتات ماذا حدث بالضبط حتى وجدتك أفراد عناصر الشرطة في مسرح الجريمة؟ "
أخبرته بقصتي و عاد للسؤال:" ألم تري غير الضحايا ؟أولم تسمعي صوتا غريبا؟" " لا لم أر شيء, ولكن هيء لي سماع صوت تحرك الحشائش و كأن هناك من ركض فارا" .
و هكذا إنتهى حديثنا و تركني وحيدة , و ذهب لمسرح الجريمة, و جاب بعينيه الثاقبتين الكوخ ,
فما رأى إلا هذا السكين , فوضعه في كيس الأدلة و أبقاه معه, ذهب المحقق للمشفى ليسأل عن سبب موت الضحايا , فرد عليه الطبيب عصام: " على ما يبدو أن قتلوا بمسدس " .فعاد المحقق رامي إلي ليسألني : " هل رأيت أدات الجريمة مثلا سكين أو مسدس ؟ أو هل سمعت صوت إطلاق النار ؟ " كان جوابي بالنفي . "حسنا وهل رأيت هذا ؟ " و رفع كيس الأدلة الذي بداخلة السكين" لا لم أره"طلب المحقق أخذ بصماتي و مقارنتها بالبصمات على السكين فلم تتطابق.
* * * *
بعد يوم وجد طبيب ميت, وبجانبه سلاح الجريمة (المسدس), إكتشف هذه الجريمة الطبيب عصام. طلب المحقق رامي أخذ بصمة الطبيب ومقارنتها بالبصمات التي على السكين والمسدس, فتطابقة بصمة الطبيب عصام مع البصمات التي على السكين , وبصمات القتيل مع البصمات على المسدس . 
قام المحقق رامي بجمع أفراد الشرطة, وأنا, والطبيب عصام, والفريق الجنائي،و بدأحل اللغز " لقد قتل الضحايا بواسطة سكين تتطابق بصمات الطبيب عصام مع البصمات التي عليه, ثم وجدت الضحية الرابعة , ويبدو أن الوفاة كانت بين السادسة و السابعة صباحا أي قبل بدأ الدوام , و حاول القاتل إيهامنا أن الضحية قد إنتحرت بتطابق بصماتها مع بصمة على المسدس , و إليكم التفسير يا سادة :-
قام المجرم بجريمته الأولى, ولكن صدف وجود الفتاة بالقرب منه, فقام بجر الفتاة للكوخ, ولكنها كانت أسرع مما ظن ,فلم يتسنى له وقت لمسح البصمات قبل فراره , أبلغ عنها ثم فر, كان يعرف بأن الفتاة لن تفلت من هذه الورطة , ولكن في المساء, أخبرني القاتل بأنه سيذهب للعمل باكرا في الصباح ,بالتحديد الساعة الخامسة, وكما نرى فإن لدى القاتل الكثير من الوقت لإرتكاب جريمته التالية , فقام بقتل الطبيب, وأظهر لنا بأنه من إكتشف الجريمة ,وهنا قاطعه الطبيب عصام : ولكن بصماتي كانت على السكين وليس على المسدس ثم كيف تتهمني بأنني القاتل ؟! 
عاود المحقق كلامه متجاهلا ماسمعه : ولكنه لم يمسك بالمسدس بيده بل بالقماش ثم جعل الضحية تمسك به, ولكنه لم ينتبه أن المسدس سقط من يد الضحية , وهكذا نكتشف أن القاتل في كلا الجريمتين واحد وهوالطبيب عصام .
وهكذا إعترف الطبيب بفعلته قائلا: نعم, لقد كنت مع الضحايا الثلاثة في أكبر و أفظع عملية سرقة ,ولكنهم لم يريدوا إعطائي نصيبي من الغنيمة و بل إقتسامه في ما بينهم ,بل هددوني بأن يخبروا الشرطة بأني من سرق المال ,ولديهم شهود على ذلك, كل هذا مع أنني كنت سبب نجاح الخطة , نعم يا سادة , قمت بقتلهم جميعا , و ألصقت التهمة بالفتاة ,ثم قتلت الطبيب لأنه رأى ماحدث وهددني بكشف أمري, و أكبر ما أعاق خطتي هو وجود محقق بمثل ذكائك , على كل أتممت ما أريد و إستحقوا ما جرى لهم .
بعدها عدت للمنزل سعيدة بنجاتي و ظهور الحق , حقا إنه يوم لا ينسى.

تاليف اية سامر عنتابلي

&انا&
ما تنسو بدي رايكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

wibiya widget